
وکاله آریا للأنباء - فی مشهد سماوی بدا وکأنه لقطه من فیلم خیال علمی، شهدت سماء الأرض مؤخرا ظهور أضواء حمراء غامضه رسمت ملامح شکل یشبه قندیل بحر عملاق یتوهّج فی الفضاء.
وهذا العرض الضوئی المذهل الذی التقطته عدسات المراقبین فوق سحابه عاصفه رعدیه، أثار موجه من التکهنات بین عشاق الظواهر الغریبه، حیث تساءل البعض عما إذا کانوا یشاهدون زیاره فضائیه أو ظاهره خارقه للطبیعه.
لکن الحقیقه العلمیه، کما کشفت عنها وکاله ناسا، کانت أکثر إثاره على الرغم من أنها أقل غرابه. وهذه الأضواء القرمزیه المتوهجه التی تنتشر فی السماء، ما هی إلا واحده من أندر الظواهر الکهربائیه على کوکبنا، والمعروفه فی الأوساط العلمیه باسم "البرق الأحمر العابر" (Transient Luminous Event - TLE) أو "عفاریت البرق" (Sprites).

ظاهره جویه نادره.. حلقه ضوئیه هائله تظهر فی سماء إیطالیا لـ"أجزاء من الثانیه"
ویختلف هذا النوع من البرق اختلافا جذریا عن نظیره التقلیدی الذی اعتدنا رؤیته. فبینما تضرب صواعق البرق العادیه من السحب إلى الأرض، تنطلق هذه الأضواء الحمراء فی رحله معاکسه صعودا نحو الطبقات العلیا من الغلاف الجوی، حیث تتشکل على ارتفاع یصل إلى ثمانین کیلومترا.
ولا تدوم هذه الظاهره سوى لبضعه أجزاء من الألف من الثانیه، وهی مده قصیره جدا تجعل رصدها بالعین المجرده ضربا من الصدفه النادره.
ولطالما حیرت هذه "العفاریت الحمراء" العلماء منذ اکتشافها بالصدفه لأول مره عام 1989، عندما التقط الباحثون صوره لها عن طریق الصدفه. ومنذ ذلک الحین، ظلت آلیه تکونها لغزا علمیا یحاول الباحثون فک شفرته. وما یعرفونه هو أنها ترتبط بشکل وثیق بأشد العواصف الرعدیه قوه، حیث تعمل کهرباء هذه العواصف کمشعل لهذا النوع الفرید من البرق الذی یظهر بأشکال عضویه غریبه، أشهرها شکل قندیل البحر المتفرع أو شکل الجزر المقلوب.

"لیله منتصف النهار" وکوارثها المزعومه.. باحث روسی یوضح الحقیقه
والتقط الصوره الأخیره نیکولاس إسکورات الذی ساهم عبر مشروع "سبریتاکیولار" فی توثیق هذه اللحظه النادره. ولم تکن هذه المره الأولى التی تظهر فیها الظاهره، ففی یولیو الماضی تمکنت کامیرات محطه الفضاء الدولیه من التقاط مشهد مماثل لعاصفه برق حمراء فوق سماء المکسیک والمناطق الصحراویه فی جنوب غرب الولایات المتحده، ما یؤکد أن هذه الظاهره یمکن رصدها حتى من الفضاء الخارجی.
ورغم أن هذه الأضواء الحمراء قد تبدو للوهله الأولى کرساله من عالم آخر، فإنها فی الحقیقه رساله من أعماق غلافنا الجوی نفسه، تذکرنا بأن کوکبنا ما یزال یحمل فی جعبته الکثیر من الأسرار والظواهر التی تنتظر من یکتشفها ویفهمها.
المصدر: نیویورک بوست