وکاله آریا للأنباء - کشفت دراسه جدیده عن نموذج یفسّر دور الجینات والبیئه فی اضطراب طیف التوحد، ویقترح طرقا للوقایه المبکره.
وعرض فریق من کلیه الطب بجامعه کالیفورنیا فی سان دییغو، نموذجا ثلاثی المراحل لإشارات التمثیل الغذائی، یعید تعریف التوحد کاضطراب یمکن علاجه عبر تعدیل التواصل الخلوی واستقلاب الطاقه.
وأشارت الدراسه إلى أن التدخلات قبل الولاده وفی مراحل الطفوله المبکره قد تساعد فی الوقایه من نصف حالات التوحد تقریبا أو الحد من حدتها.
وطور الباحثون ما أسموه "نموذج الضربات الثلاث"، والذی یوضح أن التوحد یتطور عند اجتماع ثلاثه عوامل:
الاستعداد الوراثی: بعض الجینات تجعل المیتوکوندریا ومسارات الإشارات الخلویه أکثر حساسیه للتغیرات.
المحفز المبکر: مثل عدوى الأم أو الطفل أو الإجهاد المناعی أو التلوث، ما یفعّل استجابه إجهاد خلویه تعرف باسم "استجابه خطر الخلیه" (CDR).
التفعیل المطوّل: استمرار استجابه الإجهاد الخلویه لفتره طویله، نتیجه التعرض المستمر لعوامل الإجهاد من أواخر الحمل وحتى السنوات الأولى من عمر الطفل، قد یعوق نمو الدماغ الطبیعی ویساهم فی ظهور سمات التوحد.

اکتشاف 4 أنواع ممیزه من التوحد قد تغیّر قواعد التشخیص والعلاج
وتقوم استجابه خطر الخلیه (CDR) بمساعده الخلایا على التعافی من الإصابات والتکیف مع الظروف المتغیره، لکنها عاده قصیره الأمد. وعندما تصبح مزمنه نتیجه ضغوط مستمره أو فرط حساسیه وراثیه، قد تعطّل التواصل الخلوی وتغیر وظیفه المیتوکوندریا، وتؤثر على نمو دوائر الدماغ الأساسیه.
وبما أن المحفزات البیئیه والتفعیل المطوّل قابلان للعکس، فإن الکشف المبکر والتدخل یمکن أن یقلل بشکل کبیر من خطر الإصابه بالتوحد. ویمکن للوقایه المبکره ودعم الأطفال الأکثر عرضه للخطر أن یقلل أو یمنع نحو 40-50% من حالات التوحد.
استراتیجیات الوقایه والتدخل المبکر
تشمل الاستراتیجیات المحتمله:
الفحص قبل ظهور الأعراض، مثل تحلیل الأیض للأمهات واختبار الأجسام المضاده الذاتیه.
تحالیل متخصصه للموالید لتحدید الأطفال المعرضین للخطر قبل ظهور الأعراض.
الآثار المستقبلیه على البحث والعلاج
تعید الدراسه تعریف التوحد کاضطراب عصبی أیضی ومناعی، بدلا من النظر إلیه کحاله وراثیه أو سلوکیه فقط، ما یفتح المجال أمام تطویر علاجات جدیده.
ویقترح الباحثون اختبار أدویه تنظم إشارات الأدینوسین ثلاثی الفوسفات (ATP- المرکب الکیمیائی الرئیسی الذی یمد خلایا الجسم بالطاقه للقیام بوظائفها الحیویه) وتحاکی التوازن الطبیعی للاستجابه الخلویه، بالإضافه إلى برامج فحص مبکر تجمع بین البیانات الوراثیه والأیضیه والبیئیه.
وقال الدکتور روبرت نافیو، معد الدراسه: "فهم التوحد من منظور الإشارات الأیضیه لا یغیر فقط طریقه تفکیرنا، بل ما یمکننا فعله حیال الحاله. إذا تمکنا من تهدئه استجابه الإجهاد الخلوی قبل أن تصبح مزمنه، فقد نتمکن من تحسین أو منع بعض الأعراض الأکثر إعاقه".
نشرت الدراسه فی مجله Mitochondrion.
المصدر: میدیکال إکسبریس